العربدة مسموحه والحرية مقموعة
اتفاجأ اليوم بخبر إتهام ادمون حداد وراوية الشاب بتهمة الإخلال بالأداب العامة والحض على الفجور كما تفاجأت يوم السبت بخبر توقيف خضر وعلي.
هل يحق لي فعلاً أن اتفاجأ؟
لا أظن فبعد
توقيف العديد من المسرحيات بسبب جملة أو مشهد.
توقيف من يريد أن يزين الحائط.
توقيف مسؤولين عن برامج اسمها الفساد.
توقيف كل ما يمت إلى الثقافة في بيروت وجميع المناطق.
توقيف …
في المقابل تسيير
إستبدال المكتبات بحانات السكر.
إستبدال الأغاني التراثية بفقاقيع الفن الهزيل الذي إذا دعا إلى شيء فهو العهر والغباء.
إستبدال المحلات الحرفية بمولات لا طعم لها ولا لون ولا رائحة.
إستبدال الأثار بناطحات سحاب وفيلات.
نعم لا يحق لي أن استغرب أو اتفاجأ
فمن دون كل هذه التوقيفات والاستبدالات هناك مرض سيتفشى، وباء سيضرب عقول اللبنانيين!
وباء الوعي وباء ألشعور وباء الإبتكار وباء الحرية.
من يحمي النظام الحالي إن لم يقلعوا كل هذه الطفيليات الواعية من جذورها حتى قبل أن تظهر على السطح.
أيها اللبنانيون لا تخافوا فأمن النظام موجود ولأننا في لبنان نحن فعلاً مميزون، فالشبيحة عندنا لهم مظهر أخر وطرق أخرى. في جميع الدول العربية الشبيحة هم تابعين لمرجعية وحيدة متمثلة بشخص، أما في لبنان كل فريق له شبيحته الخاصة قسمٌ منها خارج الدولة وقسمٌ داخلها، إثنان يتنافسون من أغبى ومن أعنف ومن أسفل. خصائصهم متعددة ولكن يجمعهم جهل واحد. جهل كيفية العيش بحرية وكرامة.
أيها اللبنانيون لا تخافوا فأمن النظام موجود ولأننا في لبنان نحن فعلاً مميزون، فالشبيحة عندنا لهم مظهر أخر وطرق أخرى. في جميع الدول العربية الشبيحة هم تابعين لمرجعية وحيدة متمثلة بشخص، أما في لبنان كل فريق له شبيحته الخاصة قسمٌ منها خارج الدولة وقسمٌ داخلها، إثنان يتنافسون من أغبى ومن أعنف ومن أسفل. خصائصهم متعددة ولكن يجمعهم جهل واحد. جهل كيفية العيش بحرية وكرامة.
نعم طبيعي أن لا يكترثوا إلى الفن الجميل، طبيعي أن لا يهتموا بالتعبير الأصيل، طبيعي أن يحاربوا مسرح تغيير، طبيعي أن يعتقلوا ويحكموا غادة، علي، خضر، ادمون، راوية .. ويفلت العميل والوزير.
طبيعي أن أكون نسيت الكثير.